السبت، 22 أبريل 2017

الحزن* جندي *ابليس* المخلص و التعامل معه

الموضوع : *الحزن* جندي *ابليس* المخلص و التعامل معه

*أيها الأحبة*
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد:
 فالحزن هو من أقوى و أشد جنود ابليس على النفس البشرية.
و الانسان السوي يحزن و يفرح ، لكن بتوسط و اتزان و تحت تصرف العقل.
و الحزن عادة يحدث لنا عندما نفقد شيئا ، و كلما كان هذا الشئ محبوبا أكثر كلما كان الحزن على فقده أكبر، و لذلك يجب أيضا أن نحب ب باتزان و توسط.

*ايها الاحبة*
للحزن *4 مراحل*  و هي :
1. *مرحلة الصدمة*

2. *مرحلة الرفض أو القبول*

3. *مرحلة الاضطراب*

4. *مرحلة المعالجة*

*ايها الاحبة*
سوف اسوق لكم باقة ذهبية من الوسائل العملية التي تساعد كثيرا على التغلب على *الحزن* في كل مرحلة.

و سوف تسخط الشيطان جدا جدا ، عندما تتعلمها و تطبقها و تنشرها.

*الوسائل العملية للتغلب على الحزن* و تقلل آثاره على الإنسان ما يلي :

 *1. مرحلة الصدمة*
جميعنا نتعرض للصدمات من البيئة المحيطة ، و يجب علينا أن نقوم بسلسلة من المهارات للتغلب على هذه المرحلة الهامة و منها:
*1.1 توسط في الحب*
يجب علينا أن نتوسط في حب الأشخاص و الأشياء و الأماكن و الأموال فإن الحب الزائد عن المتوسط يزيد فرص الشيطان لاحزاننا عند الفقد ، و معلوم أن كل هذه تذهب و تفنى و تتغير .
و علينا أن نتذكر ونتأمل  دائما  الحديث التالي :
ورد في الجامع الصحيح أن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم قال :
((أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا، وأَبْغَضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا)).
لأن التوسط يقلل من آثار الصدمة الأولى.

*1.2 توسط في الحساسية*
و أعني بذلك كن وسطا في التحسس من تصرفات الآخرين   تجاهك أو تجاه الآخرين
فإن ارتفاع الحساسية يتسبب في زيادة احتمال قوة الصدمة على القلب و أحزانه .

*1.3 توقع الخير دائما وتفاءل*
دائما توقع الخير و اطلبه من الله و انت موقن بحدوثه و اعمل على تحقيقه ، لأن ذلك مدعاة لحصوله بإذن الله، فإن حصل ما تريد فإن الخير لك في ذلك و ان لم يحدث فاعلم أن الخير في صرف ذلك عنك و تذكر قول محبك محمد صلى الله عليه وسلم:
((عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له )) . رواه مسلم .

*1.4 صاحب المؤمنين الايجابيين*
يجب علينا أن نخالط الأخيار و العلماء و اهل القيم و الفضل و نتجنب الوحدة و الانطواء ، لان مصاحبة الطيبين يقلل كثيرا من آثار الصدمة و تجد انهم عونا و سندا لك و تكتسب منهم مهارة إدارة المشاعر .

*1.5 ضيق دائرة الاهتمام و ركز بنسبة 90% على دائرة التأثير*
دائرة التأثير تشمل نفسك و من حولك ممن انت مسؤولا عنهم في الدنيا والآخرة و تملك القدرة على إدارة شؤونهم والتأثير فيهم .

و دائرة الاهتمام تشمل من يهمك أمرهم لكن لن تسأل عنهم و لا تملك أدوات التأثير المباشر فيهم.

*1.6 أكثر من الابتسام و الضحك في حال السعة*
الإكثار من الابتسام في حال السعة يقلل كثيرا آثار الصدمة الأولى.

*1.7 ادخل السرور على قلوب الناس*
كسب قلوب الناس و حبهم و إدخال السرور على قلوبهم ينعكس إيجابا عليك و تجد لذته و جماله عندما يلتفون حولك أثناء تعرضك لأي صدمة و يدعون لك بظهر الغيب.

*1.8 وزع حبك واعد ترتيبه*
اي عليك أن تحب كل شيء حولك
الله سبحانه و تعالى  اعطه أكبر حب
ثم الرسول صلى الله عليه وسلم
ثم نفسك
ثم أمك
ثم أباك
ثم اختك ثم أخيك
ثم بنتك ثم ابنك
ثم خالاتك ثم اخوالك
ثم عماتك ثم اعمامك
ثم جداتك ثم اجدادك
ثم زوجتك  أو زوجك
ثم ارحامك ثم انسابك
ثم جيرانك
ثم زملاءك
ثم عامة الناس من المسلمين
ثم الايجابيين من البشر
كما يجب عليك أن تحب الفلك و مكوناته و الأرض و المكان الذي تعيش فيه بكل مكوناته و متغيراته و العمل الذي تعمله و سيارتك .
و الهدف هو توزيع قلبك على كل هؤلاء
فإن فقدت أحدها عوضك حب الباقي ما فاتك.
لكن التركيز في حب شي واحد غير الله يجعلنا نحزن كثيرا عندما نفقده.

*1.9 استعد فكريا و نفسيا*
طبيعة الحياة الدنيا هي الحركة و التغير و الفناء و الانتقال من حال إلى حال .
و يجب علينا أن نتعايش مع هذه الحقائق و نستعد نفسيا و فكريا لها.
و يكون ذلك بقراءة السير و اخبار الايجابيين و كيف يتصرفون عند الأزمات و هذه تجعل عندنا إطارا مرجعيا مسبقا.

ايها الحبيب
افرض أنك فقدت محبوبا أو مالا أو مكانا أو شيئا و هذا وارد لا محالة .
في هذه الحالة تنتقل إلى مرحلة الرفض أو القبول

2. *مرحلة الرفض أو القبول*
هذه المرحلة هي أخطر مرحلة على الإطلاق لأن الإنسان يبدأ فيها بخطوات اتخاذ القرار.

ايها الحبيب
يجب علينا عندما نصدم بخبر محزن أن نتخذ الخطوات العملية التالية :
*2.1 تأكد من الخبر*
أن كانت الصدمة نتجت عن خبر فعليك اولا ان تتأكد من الخبر ، و تفاصيله لأنه أحيانا تكون الاخبار خاطئة أو ناقصة أو مضخمة قال الله تعالى:
(( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ))

*2.2 تنفس بعمق 3 مرات و ارفع راسك و تحرك قليلا*
هذه تحتاج إلى 15 ثانية تقريبا .

*2.3 اصبر و استرجع*
قل انا لله و انا اليه راجعون
و ستكسب 3 فوائد فورا
الأولى يصلي عليك الله
الثانية ينزل الله عليك الرحمة
الثالثة يهديك الله لفعل أفضل شيء
تذكر قول الله تعالى :
(( وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157))

*2.4 تقبل حكم الله بالرضا*
الرضا بحكم الله من أفضل السلوكيات بعد الصدمة و لك أن تتأمل و تتذكر هذا الحديث:
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - : (إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ، وإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ، فمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ) رواه الترمذي وحسنه.

3. *مرحلة الاضطراب*
في هذه المرحلة تنزل الدموع و تتغير نبضات القلب و تبدأ رحلة السلوك الجسدي .

و بعد هذه المرحلة سننتقل اراديا للمرحلة الاخيرة و هي :

4. *مرحلة المعالجة*

يجب علينا أن نقوم بالخطوات العملية التالية:
*4.1 تجنب الوحدة و خالط الناس الايجابيين و تحدث معهم*

*4.2 حافظ على أن يكون راسك مرفوعا و نظرك في مستوى عينيك و كتفيك مقولة للخارج و كفاك مبسوطتين*

*4.3 اشغل نفسك بعمل حركي*
مثل ممارسة الرياضة و ترتيب مكتبتك أو غيرها

*4.4 حافظ على التنفس بعمق*
و طريقته بسيطة جدا
*ادخل الهواء* عن طريق الأنف بكمية كبيرة لمدة 4 ثواني
*احتفظ بالهواء* في الرئة لمدة 4 ثواني
*أخرج الهواء من الفم في 8 ثواني*

*4.5 اشرب كميات أكبر من الماء*

*4.6 تناول عصيرات مهددة*
و استشر طبيبك فيها

*4.7 ابعد عنك كل ما يذكرك و يثير حزنك و تجاهل من يحاول تذكيرك*

*4.8 ابحث عن الفرص في الحدث المؤلم*
دائما يوجد مع المحنة منحة و بعد الظلام يأتي النور
و علينا أن نبحث ما هو الخير الذي أبلغنا عنه محمد صلى الله عليه وسلم
و ستجد أن الله يهديك لكثير من الخير و يعطيك أكثر مما أخذ منك .
و عندما تحدث لك اي من الابتلاءات قل :
*اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها*

و تأمل القصص الكثيرة التي تملأ الكتب و الفيديوهات التي تعقب الحوادث المحزتة و منها القصة التالية :
https://youtu.be/RwFJ7ARyrlg

اسال الله ان يجعل جميع أيامنا و أيامكم ايام سعادة و سرورا و إنتاجية.
و *صلى الله و سلم على الحبيب محمد*

*اخيرا اشكركم و ارجو ان تعيدوا نشر هذه المقالة*

كتبها محبكم المدرب
*لاحق محمد احمد لاحق*
يوم الخميس الموافق
24 جمادى الثانية 1438